التربية الخاصية مفاهيم وأهداف



إن الاهتمام بالتربية الخاصة يجسد درجة الوعي والتحضر لدي الدول، اذ تعد احدي النقاط التي نحكم من خلالها علي تحضر وتمدن أي دولة من دول العالم وذلك لارتباطها بدرجة الوعي والحس الانساني التحضري. وتسعي الدول وبشكل خاص المتطورة منها إلي تقديم كل ما تستطيع تقديمه من خدمات للنهوض بذوي الإحتياجات الخاصة وتطوير واستغلال قدراتهم الي الحد الذي يؤدي بشكل عام إلي الاستقلالية ليأخذوا دورهم في المجتمع الذي يعيشون فيه وأن يشعروا بكينونتهم، وأن يتحملوا المسؤولية ويشتركوا في عملية البناء كأقرانهم الاخرين الأمر الذي يؤدي الي تغيير الإتجاهات السلبية للمجتمع نحوهم .
ومفهوم التربية الخاصة من المفاهيم التي انتشرت بشكل ملاحظ في أواخر القرن الماضي، حيث اتجهت مؤسسات البحث العلمي والباحثين والعاملين لتكثيف عمليات البحث في الفئات التي تشكل مضمون مسمي التربية الخاصة، وما يدل علي ذلك كثرة البرامج التي تطرح في الجامعات علي مختلف المستويات الجامعية، وما انتشار المؤتمرات والمجلات العلمية إلا دليل علي الإزدياد المتنامي بفئات التربية الخاصة.
وإنطلاقا من المبادئ الإنسانية السامية التي تؤكد علي أن كل إنسان علي وجه الأرض هو إنسان مكرم له وجوده وكيانه ودوره في عمارة الأرض، وتحقيق الوظائف الحياتية المختلفة، وله حق المساواة وحق تكافؤ الفرص وحق كل إنسان إن ينال نصيبه من التربية والتعليم. أصبح لزاما الإهتمام بفئات غير العاديين من حيث التعليم والتربية وفرص العمل والحياة الإجتماعية الكريمة.



التربية الخاصة أو التعليم الخاص ( Special education)
"مجموعة البرامج التربوية المتخصصة التي تقدم للأطفال غير العاديين الذين ينحرفون انحرافاً ملحوظاً عن الأطفال العاديين في نموهم العقلي والحسي والجسمي مما يستدعي تقديم برامج ومناهج وأساليب تدريس خاصة من أجل مساعدتهم على تنمية قدراتهم إلى أقصى حد ممكن ومساعدتهم على التكيف". ) فاروق الروسان (2006): قاموس مصطلحات في التربية الخاصة (الإعاقة العقلية)، عمان: دار الفكر ناشرون وموزعون، ص97.
كما تعرف التربية الخاصة أيضاً بأنها نمط من الخدمات والبرامج التربوية تتضمن تعديلات خاصة سواء في المناهج أو الوسائل أو طرق التعليم استجابة للحاجات الخاصة لمجموع الطلاب الذين لا يستطيعون مسايرة متطلبات برامج التربية العادية، وعليه فإنه تقدم خدمات التربية الخاصة لجميع فئات الطلاب الذين يواجهون صعوبات تؤثر سلبياً على قدرتهم على التعلم، كما أنها تتضمن أيضاً الطلاب ذوي القدرات والمواهب المتميزة، ويطلق اصطلاحاً على تلك الفئات مفهوم ذوي الاحتياجات التربوية الخاصة، ويشمل ذلك على الطلاب في الفئات الرئيسية، منها: )
ـ الإعاقة البصرية Visual Impairment،
ـ الإعاقة السمعية Hearing Impairment،
ـ الإعاقة العقلية Mental Retardation ،
ـ صعوبات التعلم Learning Disability،
ـ الإعاقات الجسمية Physical and Health،
ـ اضطرابات التواصل Disorders Communication ،
ـ اضطرابات السلوك Behavior Disorders،
ـ الموهبة والتفوق Giftedness and Talents. أنظر:
ـ عبدالعزيز السرطاوي، يوسف القريوتي، جلال القارس (2002): معجم التربية الخاصة، دبي: دار القلم للنشر والتوزيع، ص277.
ـ محمد يوسف سواعد، معين حاج يحيى (2013): التربية الخاصة (معجم المصطلحات)، عمان: دار زهران للنشر والتوزيع، ص.ص 186ـ187.

وهي جمله من الأساليب التعليمية الفردية المنظمة التي تتضمن وضعا تعليميا خاصا، ومواد ومعدات خاصة أومكيفة وطرائق تربوية خاصة وإجراءات علاجية تهدف إلي مساعدة الأطفال ذوي الحاجات الخاصة في تحقيق الحد الأقصي الممكن من الكفاية الذاتية الشخصية والنجاح الأكاديمي، علي أن الهدف الذي تتوخي التربية الخاصة تحقيه لا يقتصر علي توفير منهاج خاص أو طرائق تربوية خاصة أوحتي معلما خاصا، ولكن الهدف يتضمن إيضاح حقيقة أن كل شخص يستطيع المشاركة في فعاليات مجتمعه الكبير، وأن كل الأشخاص أهل للأحترام والتقدير وأن كل إنسان له الحق في أن تتوفر له فرص النمو والتعليم . الخطيب والحديدي 1998



أهداف التربية الخاصة:
 تهدف التربية الخاصة إلى تربية وتعليم وتأهيل الأطفال ذوي الاحتياجات التربوية الخاصة بفئاتهم المختلفة، كما تهدف إلى تدريبهم على اكتساب المهارات المناسبة حسب إمكاناتهم وقدراتهم وفق خطط مدروسة وبرامج خاصة بغرض الوصول بهم إلى أفضل مستوى وإعدادهم للحياة العامة والاندماج في المجتمع.

ويمكن تحقيق هذه الأهداف من خلال ما يلي:

1-  إعداد برامج الوقاية من الإعاقة ، بشكل عام ، والعمل إذا أمكن على تقليل حدوث الإعاقة عن طريق البرامج الوقائية ، ونشر الوعي بين أبناء المجتمع بالعوق ، وأنواعه ، ومجالاته ، ومسبباته ، وطرق التغلب عليه أو الحد من آثاره السلبية.
2-  الكشف عن ذوي الاحتياجات الخاصة ومواهب واستعدادات وقدرات كل طفل - وذلك من خلال أدوات القياس والتشخيص المناسبة لكل فئة - وتحديد أماكن تواجدهم ليسهل توفير خدمات التربية الخاصة لهم واستثمار كل ما يمكن استثماره منها.
3-  الوصول بذوي الإحتياجات الخاصة إلي حسن عبادة الله عزوجل باعتبار هذه الغاية هي غاية كل إنسان علي ظهر البسيطه ، والذي يمكن من خلاله إدراك طبيعته كمخلوق.
4-  استخدام الوسائل والمعينات المناسبة التي تمكن ذوي الاحتياجات التربوية الخاصة بمختلف فئاتهم من تنمية قدراتهم وإمكاناتهم بما يتلاءم مع استعداداتهم، وإعداد طرائق التدريس لكل فئة من فئات التربية الخاصة ، وذلك لتنفيذ وتحقيق أهداف البرامج التربوية على أساس الخطة التربوية الفردية .
5-  تقديم الخبرات التربوية والتعليمية عن طريق توفير البيئة الملائمة، وتقديم البرامج لكل طالب حسب قدراته وإمكاناته، وبما يواكب الاتجاهات التربوية الحديثة في مجال التربية الخاصة ، وتهيئة وسائل البحث العلمي للاستفادة من قدرات الموهوبين وتوجيهها واتاحة الفرصة أمامهم في مجال نبوغهم





6-  تنمية وتدريب الحواس المتبقية لدى ذوي الاحتياجات التربوية الخاصة للاستفادة منها في اكتساب الخبرات المتنوعة والمعارف المختلفة.
7-  مراعاة الفروق الفردية بين الطلاب وذلك بحسن توجيهم ومساعدتهم على النمو وفق قدراتهم واستعداتهم وميولهم .
8-  تنمية التوافق النفسي والاجتماعي لدى الطالب وإكسابه القدرة على تكوين علاقات اجتماعية صحيحة، مع تنمية القدرة على التعامل مع الآخرين عن طريق إشراكه في المواقف والخبرات الاجتماعية المناسبة المتكررة.
9-  توفير الاستقرار والرعاية الصحية والنفسية والاجتماعية التي تساعد ذوي الاحتياجات التربوية الخاصة على التكيف في المجتمع الذي يعيشون فيه تكيفا يشعرهم بما لهم من حقوق وما عليهم من واجبات تجاه هذا المجتمع.
10-تعديل الاتجاهات التربوية الخاطئة لأسر هؤلاء الأطفال عن طريق توجيه وتوعية الأسرة وإيجاد مناخ ملائم للتعاون الدائم بين المنزل والمدرسة مما يؤدي إلى تكيف اجتماعي ينسجم مع قواعد السلوك الاجتماعية والمواقف المختلفة على أساس من الإيجابية والثقة بالنفس.
11-مساعدة ذوي الحاجات الخاصة على استثمار أوقات فراغهم استثماراً قوياً عن طريق برامج وأنشطة متنوعة ومتعددة، سواء في المدرسة أو في المنزل، وإعداد الخطط الفردية التي تتلاءم مع إمكانات وقدرات كل طفل.
12-تهيئة المدارس لتلبية الاحتياجات الأساسية للأطفال ذوي الاحتياجات التربوية الخاصة بما يتطلبه ذلك من إجراء التعديلات البيئية الضرورية.
13-تأكيد كرامة الفرد وتوفير الفرص المناسبة لتنمية قدراته حتى يستطيع المساهمة في نهضة الأمة .





>
مصطفي شهاب باحث ومدون

إرسال تعليق